أتعرض للحرمان من الحلوى ولكن لا تجعلوني أُذاكر الرياضيات … ولكن ماذا إذا حصلت على ضعف من الحلوى ، و درجات نهائية في الرياضيات… !
على عكس المتوقع أن يكون هذا المقال للطالب،ولكن فهو أكثرللأباء و المعلمين.
هذا المقال لا يخص الطلاب فقط كما تعتقد ولكن يخص كلاً من :-
أولاً الطلاب الفاقدين للأمل في فهم و إستيعاب الرياضيات ، و ثانياً إلى المعلمين ، و ثالثاً للوالدين في المنزل .. و لكن سنبدأ بحل المشكلة تنازلياً ، لذا سنبدأ منكم كوالدين.
يعتقد طفلك أن الرياضيات للأذكياء فقط و دائماً يبتعد عن أي مادة أخرى قد يكون بها شيء من الرياضيات حتى و لو كانت بسيطة .
و يحدثك دائماً عن إختياره لإختصاص جامعي لا يعتمد على الرياضيات ولكن طفلك لا يعلم أن الرياضيات حتى و إن لم يعتمد عليها تخصص معين فلا بدّ و من جزء منها فأي دراسة جامعية ، أو حتى ببعض المواد المدرسة .
سنبدأ أولاً من المدرسة تحديداً من المعلم :-
ليس كل طلابك بنفس التفكير أو العقل كلاً منهم فريد بشكل ما يميزه،عليك تفهم هذا أولاً ثم أتبع التالي :-
لا تشجع الطلاب المحبين للرياضيات فقط في كل حصة دراسية فهؤلاء يحبون المادة لا شك ، قم بالتركيز على الطلاب الغير محبين للرياضيات و قم بتشجيعهم في البداية على الإستيعاب و ليس على الحل فإن بدأوا بالإستيعاب فسيبدأ عقلهم بالتغير و يخرج خارج دائرة الرفض للمادة .
هناك دراسة لـ InnerDrive ، “لقد أظهرت سنوات من البحث أن العقلية قابلة للتكيف، وهذا يعني أنه من خلال مساعدة الطلاب على تطوير عقلية نمو، يمكننا مساعدتهم على تعلم أكثر فعالية وكفاءة”.
أظهرت الأبحاث أن عقلية النمو تعني أن عقليات الناس يمكن أن تتغير بمرور الوقت، و هذا صحيح حقًا عندما يتعلق الأمر بالرياضيات، فقد قدمت دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Trends in Neuroscience and Education، دليلًا على أن تدريس الرياضيات من خلال أساليب تشجع عقلية النمو لا يحفز الطلاب فقط على التعلم، بل يغير أيضًا الطريقة التي تعالج بها أدمغتهم المشكلات.
فعليك تشجيعهم في البداية و هذا طرف خيط جيد لجذبهم للمادة و بعد ذلك سيحبونها بالتدريج .
أيضاً عليك بالعمل على طريقة شرح للرياضيات من الممكن أن تكون كلاسيكية .. أو معقدة ، قم بتبسيط طريقة الشرح ، فمثلاً :
الآن يوجد عدة طرق لشرح جدول الضرب و القسمة المطولة بطرق أبسط و أكثر مرحاً من ذي قبل ، إتبعها بدلاً من تلك الكلاسيكية المملة .
إختر أقصر الطرق و بأبسط الحلول ، ضع خيارين للحل و كلاهما سهل و يختار طلابك من بينهما ما يجعل الرياضيات أفضل و ليست بهذا الشر كما هم متوقعين.
الآن حان دور الأباء في المنزل :-
إستكمالاً لما بدأه المعلم في المدرسة عليكم إتباع نفس النصائح .
عند المذاكرة لأطفالكم أو عند أداء المهام المنزلية لا تتبع أساليب كلاسيكية
إستخدام نظام المكافئات كلما أستعاب طفلك قدر أكبر و قام بالتطبيق العملي عليه
شجعه حتى لو فشل مرة .. و فشل فأخرى ، سانده حتى يستوعب تلك النقطة المعقدة التي بعدها سيندهش من سهولة الأمر .. ثم سهولة الرياضيات .
.
الآن قد حان دور من كان متوقع أن يكون أول من له هذا المقال
نعم هو انت .. الطالب الكارة للرياضيات قبل هذا المقال و المحب لها بعده .
أعط نفسك فرصة أخرى مع الرياضيات، ليست بهذا السوء و لكن أبدء بنفسك أولاً عقلك قابل للتغير دائماً ( لا يوجد شيء ثابت للنهاية) إن اقنعت نفسك أولاً بكرهك للرياضيات هذا سيجعل عقلك تلقائياً لا يقوم بإستيعاب أي رقم يقدم إليه حتى و إن كان (1+1=2) سيقوم عقلك برفض العملية و يجعلها معقدة و كأنها إثبات لقوانين الفيزياء .
و لكن إن أقنعت نفسك و عقلك بالتغير سيفتح باب مغلق بعقلك .. و انت من قمت بإغلاقه بوجهك أولاً .
عقل الإنسان مميز بسرعة التغير و الإقناع بما يقدم إليه أياً كان ، فلا تحجم عقلك و تجعله يرفض أي شيء دون التجربة أولاً .. و الفشل مرة وأخرى .. و إعادة المحاولة .. و الفشل و إعادة المحاولة ..حتى الوصول لما تريد .
الرياضيات لغة ، انت تتقن العربية ، أو من الممكن الإنجليزية ، و الفرنسية .. فما العيب أن تتقن لغة جديدة كالرياضيات بكل أسرارها .